وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
ماذا يجوز للرجل من زوجته بعد عقد النكاح ، وقبل الدخول ، والبناء بها ؟ .
فأجاب :
"يجوز له منها ما يجوز للرجال مع زوجاتهم ، لكن ينبغي أن يصبر حتى يتيسر الدخول ، فإن احتاج إلى زيارتها والاتصال بها بإذن أهلها لأمر واضح : فلا حرج في ذلك ، إذا اجتمع بها وخلا بها بإذن أهلها : فلا حرج في ذلك ، أما على وجه سرِّي لا يُعرف : فهذا فيه خطر ، فإنها قد تحمل منه ، ثم يظن بها السوء ، أو ينكر اتصاله بها ، فيكون فتنة ، وشرٌّ كبير .
فالواجب عليه أن يمتنع ، ويصبر ، حتى يتيسر الدخول ، والبناء بها ، وإذا دعت الحاجة إلى اتصاله بها ، والاجتماع بها : فليكن ذلك مع أبيها ، أو أمها ، أو أخيها ، حتى لا يقع شيء يخشى منه العاقبة الوخيمة" انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " (21، 208/209) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"إذا عقد الإنسان على المرأة : فهو زوجها ، له أن يكلمها في الهاتف ، وله أن يرسل إليها الرسائل ... لا بأس أن يتصل بها ، لكن بدون جماع ؛ لأنها زوجته ، فإذا اتصل بها ، وتمتع بالجلوس معها وتقبيلها: فلا بأس ، لكن الجماع لا يجاب ؛ لأن الجماع فيه خطر ، ويؤدي إلى سوء الظن ، قد تحمِل من هذا الجماع ، وتلد قبل وقت الدخول المحدد ، فتتهم المرأة" انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 175 / السؤال رقم 12 ) .
قال ابن عثيمين: (وهل له أن يباشِرَها وإن لم يحصُل الدُّخولُ الرسمي؟ فلو عَقَد عليها مثلًا وهي في بيتِ أهلها، ولم يحصُلِ الدخولُ الرسمي الذي يحتَفِلُ به الناس، فذهب إلى أهلِها وباشرها- جازَ؛ لأنَّها زوجتُه، إلَّا أننا لا نحَبِّذُ أن يجامِعَها؛ لأنَّه لو جامعها ثم حمَلَت اتُّهِمَت المرأةُ، فالنَّاسُ يقولون: كيف تَحمِلُ وهو لم يدخُلْ عليها؟ ثم لو جامعها، وقَدَّر الله أن مات مِن يومِه، ثم حمَلَت بهذا الجماع، ماذا يقول الناس؟! لكن له أن يباشِرَها بكُلِّ شيءٍ سِوى الجِماعِ؛ لأنَّها زوجتُه، ومن ثمَّ فأنا أفضِّلُ أن يكون العقدُ عند الدُّخولِ). ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (12/392).
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: (ليس في جماعِ الزَّوجِ زَوجَتَه بعد العَقدِ وقبلَ الزِّفافِ بأسٌ من الناحيةِ الشرعيَّةِ، لكِنْ إذا كان يُخشى من ترتُّبِ آثارٍ سيئةٍ على ذلك فإنَّه يمتَنِعُ عن ذلك؛ لأنَّ درءَ المفاسِدِ مُقدَّمٌ على جلبِ المصالحِ). ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (19/271).
وقد يترتَّبُ على هذا الفعلِ آثارٌ سلبية، منها: اتِّهامُ الزوجة إذا حمَلَت من هذا الجماعِ وخاصَّةً إذا حصل طلاقٌ أو وفاةٌ، وقد يزهَدُ فيها بعد أن ينالَ منها مُبتغاه، وفيه عدَمُ الالتزامِ بوقتِ البناء والزفافِ الذي تمَّ بين أهلِ الزوجة والزوج، وعدمُ مراعاة مشاعِرِ أهلِ الزَّوجةِ، ومخالفتُه للعُرفِ، وقد يحصُلُ انفصالٌ قبل الزفاف ويترتَّبُ على ذلك أحكامٌ تتعَلَّقُ بالمهر. يُنظر: ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) لابن عثيمين (12/392)، ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (19/271).
السؤال: شاب عقد زواجه على فتاة وقبل إشهار الزواج جامعها فهل هذا حرام، وهل هذا يعتبر إثما؟
الجواب: ليس بحرام ولكن تركه أولى حتى يدخل عليها ما دام عقد العقد واشتهر، لا بأس، لكن كونه يصبر حتى يدخل عليها هذا هو الذي ينبغي.
من أسئلة حج عام 1418هـ، الشريط السادس، سؤال رقم (36). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 21/ 207).